كتب: علاء سليمان عبد السند
منذ ثلاثة سنوات خرج علينا رئيس الوكالة الذرية السابق المدعو محمد البرادعي في أحد البرامج التلفزيونية قائلاً “الجيش عنده مصنع مكرونة يا مني …ينفع كدة يا مني في جيش عنده مصنع مكرونة ” …..و من ساعة الكلمة دي ….بقي الي يسوي و الي ميسواش بيقول علي أقوي جيوش المنطقة “جيش المكرونة” …..خلوني أرد و أوضح “البديهيات” التي لا يعلمها الكثير و أولهم الحاصل علي جائزة نوبل “البرادعي” ….
أولاً خليني أصدمك و أقولك ….. القوات المسلحة لا تملك مصنع مكرونة واحد و أنما تمتلك عشرات المصانع …ثانياً: الجيش معندوش مصانع مكرونة بس، ده عنده مصانع مكرونة و كافة المنتجات الغذائية ده غير المخابز و مواد البناء و الأسمنت و الحديد و عدد مهول من معدات الحفر و شركات للمقاولات و البناء و محطات للطاقة و محطات بنزين و أشياء كثيرة أخري … و عشان كدة هو الجيش رقم ١١ علي مستوي العالم …أصلك لو فاكر الجيش مجرد عساكر و طيارات و دبابات و أسلحة تبقي غلطان ….الجيش يعني القدرة علي أمتلاك منظومة كاملة توفر كامل أحتياجات ٤٠٠ ألف جندي لفترة قد تتجاوز شهور ……بداية من مسكن و أكل و ملبس لمئات بجانب مستشفيات و محطات للطاقة و حفارات و معدات بناء و كل ما يلزم لتحقيق أكتفاء ذاتي كامل في حالة نشوب حرب ……أنت ممكن تخسر حرب عشان معندكش بنزين للدبابات ….أو مفيش أكل للجنود …أو مفيش أدوات تبني كوبري بدل اللي إنضرب أو مطار تنزل عليه الطيارات ……تفكير سطحي جداً أنك تظن أن القوات المسلحة يكون عندها سلاح بس……القوات المسلحة قطاع “فوق الحساس” لازم يكون عنده أكتفاء ذاتي كامل ….مينفعش يعتمد علي شركات سواء في الداخل أو الخارج ….لأن لو حصل “حرب” و ده وارد جداً مينفعش يكون أعتمادي علي شركة “ريجينا” و لا شركة “موبيل” أنها تزودني بالبنزين …..
و طبيعي أن كتير من المعدات و المصانع لا تعمل بكامل طاقتها أو حتي ١٠٪ طاقتها لأن مصر مش في حالة حرب …فبالتالي الجيش بيستخدم المعدات و المصانع و المخابز و الأتوبيسات دي أنه يبيع منتجاته و خدماته بأسعار منخفضة بدلاً من تركها لا تعمل …..يعني مش عشان ينافس و لا قصة سيطرة!!!
دي القصة بأختصار …موضوع طبيعي و منطقي و بديهي ..و لكن في ناس فقدت عقلها و سلمت مخها لشعارات و كلام فارغ من غير أي تفكير أو بحث ….
